تعزيز التعاون البرلماني والتجاري محور لقاء بين عزوز ناصري وسفيرة الهند

استقبل عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة، صباح اليوم بمقر المجلس، سواتي فيجاي كولكارني، سفيرة جمهورية الهند بالجزائر، في زيارة مجاملة.
وشكل اللقاء فرصة لاستعراض علاقات الصداقة العريقة بين الجزائر والهند، الممتدة منذ 26 جوان 1962، والمبنية على التعاون والاحترام المتبادل، إضافة إلى تنسيق المواقف ضمن أطر التضامن التي تجمع البلدين. وقد تعززت هذه العلاقات مؤخرا بعد زيارة الدولة التي قامت بها رئيسة الهند دروبادي مورمو إلى الجزائر.
وفي مستهل اللقاء، عبّر رئيس مجلس الأمة عن تعازيه لسفيرة الهند عقب حادثة سقوط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الهندية، والتي خلّفت ضحايا في صفوف الشعب الهندي.
وبخصوص العلاقات الثنائية، أشاد ناصري بمستوى العلاقات المتميزة بين الجزائر والهند، التي تحيي بعد أيام الذكرى 63 لإقامتها، مذكرا بأن أول وفد برلماني زار الجزائر بعد الاستقلال كان من الهند. كما نوّه بالحركية التي تطبع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وبالإرادة السياسية المشتركة للارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أعلى من التشاور والشراكة، خصوصًا في ظل وجود أطر قانونية فعالة مثل إعلان الشراكة الاستراتيجية واللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية الهندية.
كما ثمّن ناصري التقدم الاقتصادي الذي تحققه الهند، داعيا إلى تفعيل آليات التعاون الاقتصادي بما يتناسب مع الإمكانات الطبيعية والبشرية للبلدين، مشيرا إلى أن الجزائر، من خلال انفتاحها على الاقتصاد العالمي وإصلاحاتها العميقة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، باتت تمثل وجهة استثمارية واعدة.
من جهتها، عبّرت سفيرة الهند عن سعادتها بتعيينها في الجزائر، وأثنت على تاريخها العريق وحاضرها الإصلاحي، مؤكدة التزام بلادها بتعزيز علاقاتها مع الجزائر، لا سيما بعد زيارة رئيسة الهند الأخيرة، التي أعطت دفعًا قويًا للشراكة بين البلدين. وأكدت عزمها على تجسيد مرحلة جديدة من التعاون تقوم على رفع حجم التبادلات التجارية وتفعيل بنود إعلان الشراكة الاستراتيجية.
وتطرق الطرفان إلى الأوضاع الدولية الراهنة، حيث تبادلا وجهات النظر حول تفاقم الأزمات الأمنية والإنسانية، مؤكدين دور بلديهما في ترسيخ السلم والأمن الدوليين، عبر أطر دبلوماسية على غرار حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77.
وفي هذا الإطار، دعا رئيس مجلس الأمة إلى تكثيف الجهود الدولية لوضع حد للعدوان الإسرائيلي، محذرا من انتقال عدوانيته من فلسطين إلى إيران، وجدد دعم الجزائر لمبدأ رفض الاستعمار بجميع أشكاله، سواء في فلسطين أو الصحراء الغربية، والتنديد بكل انتهاك لسيادة الدول أو التدخل في شؤونها.
كما أشاد بالتنسيق القائم بين الجزائر والهند داخل أروقة الأمم المتحدة، داعيا إلى إحياء مبدأ عدم الانحياز لاستعادة التوازن في النظام الدولي، مستعرضًا أمجاد التعاون التاريخي بين البلدين داخل المنظمة.
وفي ختام اللقاء، أعرب ناصري عن استعداد مجلس الأمة لتعزيز التبادلات البرلمانية وتبادل الخبرات التشريعية مع البرلمان الهندي، من خلال تفعيل مجموعات الصداقة بين الجانبين، وهو ما ثمنتْه السفيرة التي أبدت تطلع بلادها لإبرام مذكرة تفاهم مع البرلمان الجزائري.
شرف الدين عبد النور
