آخر الأخبار

النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو: رفض فرنسا الاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الجزائر مسؤولية اليمين الخاضع لليمين المتطرّف ولضغوط أحفاد لـOAS

حمّل النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو، المنتخب عن حركة “فرنسا الأبية”، مسؤولية رفض فرنسا الرسمي للاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الجزائر، لليمين الفرنسي السائر في فلك اليمين المتطرّف المفلس أخلاقيا وسياسيا والذي أصبح رهينة نوستالجيا استعمارية خاضع لضغوط أحفاد منظمة الجيش السري (OAS)، الذين يشغل بعضهم مقاعد داخل البرلمان الفرنسي.

وفي مقابلة خصّ بها موقع algerie54.dz خلال زيارة يقوم بها إلى الجزائر، شدّد النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو على أن الغالبية الساحقة من الشعب الفرنسي ترغب في بناء علاقات أخوية وسلسة مع الشعب الجزائري، بعيدًا عن سياسات بعض المسؤولين الفرنسيين الذين يفتعلون الأزمات، في إشارة إلى محاولات إلغاء اتفاقيات 1968 من قبل نواب اليمين المتطرف.

و اعتبر ديلوغو أنّ النّص الذي تقدّم به حزب اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية (UDR) بخصوص إلغاء اتفاقيات 1968 لا يحمل سوى هدفا واحدا، هو تعكير صفو العلاقات أكثر فأكثر. وصرّح قائلا “وهي علاقات، وللأسف الشديد، متدهورة أصلًا. اليوم، بات اليمين الفرنسي والماكرونيون يسخرون من أنفسهم يومًا بعد يوم من خلال تبنيهم لمواقف اليمين المتطرف. وكما لاحظتم، فقد سُحب هذا النص قبل أن يتم النظر فيه، وهو ما يشكّل هزيمة نكراء لإيريك سيوتي، وبرونو ريتاريو، وغابرييل أتال، وانتصارًا لشعبينا”.

كما عبّر ديلوغو عن رفضه الشديد لقمع نشطاء حركة المقاطعة BDS والمدافعين عن القضية الفلسطينية في فرنسا، مؤكدا أن تجريم التضامن مع الشعب الفلسطيني بلغ ذروته منذ 7 أكتوبر 2023، رغم الطابع السلمي لهذا النضال. وأوضح أن القضاء الفرنسي، رغم استقلاليته، يخضع أحيانًا لتأثيرات سياسية تمارسها السلطة التنفيذية.

وفي سؤال طرحه محاوره، مهدي مسعودي مدير الجزائر 54 حول الموقف الفرنسي الداعم للمغرب في قضية الصحراء الغربية، أوضح النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو “عندما تتبنى فرنسا مواقف لا تنسجم مع القانون الدولي، فإنها تُضعِف صوتها وتعمّق فجوة عدم الثقة بينها وبين شعبها، وبينها وبين شعوب العالم الأخرى، وهو أمر لا يصبّ في مصلحة أحد. إننا في حركة “فرنسا الأبية” ندين بشدة ازدواجية المعايير في دبلوماسيتنا وفي دبلوماسية الدول الغربية كلما واجهناها، ونحن نتمسك دومًا بموقفنا إلى جانب الشرعية الدولية”.

وأضاف “في عالم يشهد سباق تسلح خطيرًا، حيث تُطرح خطابات الحرب دون خجل، يتوجب علينا دعم الآليات الدولية التي تُتيح تسوية النزاعات بطريقة عادلة وسلمية. لأنه، حين تفشل هذه الآليات، إما بدافع المصلحة أو السخرية أو الجبن السياسي من طرف القادة، فإن الضحايا هم دائمًا أنفسهم: الشعوب التي تُزج في حروب عبثية رغمًا عنها.”

كما عبّر ديلوغو عن رفضه الشديد لقمع نشطاء حركة المقاطعة BDS والمدافعين عن القضية الفلسطينية في فرنسا، مؤكدا أن تجريم التضامن مع الشعب الفلسطيني بلغ ذروته منذ 7 أكتوبر 2023، رغم الطابع السلمي لهذا النضال.  وكشف أن القضاء الفرنسي، رغم استقلاليته، يخضع أحيانًا لتأثيرات سياسية تمارسها السلطة التنفيذية.

كما أوضح أنّ القمع وتجريم المؤيدين للشعب الفلسطيني في فرنسا ليسا أمرين جديدين، بل تفاقما بشكل كبير بعد 7 أكتوبر 2023. فقد تعرّض العديد من النقابيين ونشطاء السلام لقمع قضائي شديد، هدفه الوحيد إسكاتهم. ضاربا مثلا بمنظمة “عاجل من أجل فلسطين” (Urgence Palestine) التي تمّ استهدافها بإجراء حلّ من طرف وزارة الداخلية، بذريعة واهية هي تمجيد الإرهاب.

وللإشارة، النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو، المنتخب عن حركة “فرنسا الأبية”، كان قد تعرّض لضغوطات كبيرة داخل الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، بسبب حادثة رفعه العلم الفلسطيني خلال جلسة علنية شهر جوان 2024، وبهذا الخصوص، قال “لقد شرحتُ كثيرًا بالفعل دوافع هذا التصرّف، والذي بسببه تلقيتُ أشدّ العقوبات من الجمعية الوطنية. وأود أن أوضح أن طعنًا قيد الدراسة حاليًا أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ضد هذه العقوبة المُهينة. لكن ما أحتفظ به من هذا الحدث اليوم، هو الدعم الهائل الذي تلقيته، سواء في فرنسا أو من مواطنين من جميع أنحاء العالم. هذا الدعم لا يعكس تأييدًا لشخصي المتواضع، بل هو تعبير عن تضامن واسع وشعبي مع نضال الشعب الفلسطيني.”

وأضاف “اليوم، هناك قطيعة بين الشعوب وبين العديد من حكامها بسبب تطبيقهم لسياسة الكيل بمكيالين، التي تُعد غير أخلاقية، وغير مسؤولة، وقاتلة. ففي فرنسا أوعلى الصعيد الدولي، لم يعد أحد يفهم موقف حكومتنا المُخزي. واليوم، يخرج المزيد من القادة السياسيين المحاصرين ليُنددوا، كما فعلنا نحن منذ 7 أكتوبر، بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وبنظام التمييز العنصري والاستعمار. إنه انتصار شعبي كبير ضد طبقة سياسية متحجرة، وأنا سعيد جدًا بذلك.”

ويقوم النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو بزيارة للجزائر، يقول عنها “جئت، بصفتي ممثلًا للشعب الفرنسي، لأعزّز الصداقة والأخوة مع الشعب الجزائري.  هناك آلاف من الفرنسيين-الجزائريين الذين يجتهدون يوميًا لتجاوز العقبات وبناء جسور التواصل بين شعبينا، رغم الإهانات والمغالطات الصادرة عن بعض المسؤولين الفرنسيين.

وأضاف “أودّ أن أؤكد هنا أن الشعب الفرنسي ليس مثل بعض قادته، وأنه، في أغلبيته الساحقة، يتمنى الخير المشترك لشعبينا.”

وليد بحيري

لقراءة الحوار كاملا من الأصل: اضغط هنا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى