المؤتمر الدولي «الجزائر في الحضارة» : تكريم للثراء الثقافي والتاريخي للجزائر

انعقد اليوم المؤتمر الدولي « الجزائر في الحضارة » بفندق الأوراسي، بالعاصمة، على هامش الطبعة الثامنة والعشرين للصالون الدولي للكتاب بالجزائر (SILA).

وجمع هذا الحدث البارز نخبة من المثقفين والباحثين والأساتذة القادمين من الجزائر ومن بلدان أخرى، للاحتفاء بالمساهمة التاريخية والثقافية والفلسفية والروحية للجزائر في الحضارة الإنسانية.

وشهدت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور حسن عراب، مداخلات أربعة متخصصين بارزين: الفيلسوف التونسي فتحي التركي الذي استعرض باللسان العربي الإرث الفلسفي والروحي الجزائري؛ وأوليفييه جلواغ، أستاذ بجامعة نورث كارولينا والذي قدم بالفرنسية لمحة عن الدراسات الاستعمارية وتأثيرها على تصور الجزائر؛ كما سلط الباحث البريطاني جيمس ماكدوجال الضوء على العلاقة بين التاريخ والهوية الوطنية؛ وأخيراً، ناقش الباحث الجزائري حسني كيتوني الدور الذي لعبه المثقفون الجزائريون في النهوض الثقافي والعلمي.

أما الجلسة الثانية، التي أدارتها الدكتورة آمنة بلعالي، فتضمنت مشاركات متنوعة: الناقد والفيلسوف والشاعر الفلسطيني أحمد نسيم برق الذي سيتناول باللسان العربي الروابط الثقافية والأدبية بين شعوب المغرب العربي والشرق الأوسط؛ كما شارك عبد الخالق عبد الباقي، مدير مركز بحث نيجيري في اللغة العربية، والذي سلط الضوء على أهمية اللغة العربية كحامل ثقافة ومعرفة؛ بينما تحدث ياسين بن عبيد، مدير المركز الثقافي بالجامع الكبير للجزائر، عن دور المؤسسات الثقافية في حفظ التراث.

وقدمت الباحثة فرح مسرحي من جامعة باتنة استعراضاً مسرحياً حول الذاكرة الجماعية؛ كما قدمت برونا باجناتو، أستاذة تاريخ من إيطاليا، تحليلاً حول العلاقات التاريخية بين المغرب العربي وأوروبا. وأكدت النقاشات في هاتين الجلستين الدور المحوري للجزائر، ليس فقط كمهد لشخصيات تاريخية وعلمية وروحية بارزة، بل أيضاً كجسر حي بين ثقافات وحضارات متعددة.

كما كان هدا الملتقى الدولي فضاءً هاماً للحوار وتبادل الأفكار، معبراً عن المكانة البالغة الأهمية التي تحتلها الجزائر في التراث العالمي.

كما نوّه محمد إڨرب، محافظ الصالون الدولي للكتاب، في كلمته الافتتاحية إلى أن هذا الحدث يبرز الثراء التراثي والفكري للجزائر، وهو أمر أساسي لفهم هويتها العميقة ولمكانتها وتألقها على الساحة العالمية.