آخر الأخبار

الجزائر–عُمان: شراكة متعددة الأبعاد تتجسد في مشاريع ومواقف مشتركة

جسّدت زيارة الدولة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق، سلطان سلطنة عُمان، إلى الجزائر يومي 4 و5 ماي الجاري، مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث تناولت المحادثات الثنائية قضايا متعددة الأبعاد شملت الاقتصاد، الدبلوماسية، القضايا الإقليمية، والروابط الثقافية، ما يعكس إرادة سياسية قوية لترسيخ التعاون وتوسيعه.

صندوق استثماري ومشاريع استراتيجية

ومن أبرز نتائج الزيارة، تأكيد الجانبين على تفعيل “الصندوق الجزائري العُماني للاستثمار” كأداة محورية لتمويل المشاريع المشتركة ورفع حجم الاستثمارات إلى مستويات أعلى، خاصة في قطاعات الصناعة والطاقة والزراعة والدواء.

وقد شدد قائدا البلدين على أهمية تسريع وتيرة المشاريع قيد الإنجاز، وعلى رأسها الشراكة الناجحة في المنطقة الصناعية بأرزيو لإنتاج الأسمدة والأمونياك واليوريا، التي بلغت استثماراتها 2.4 مليار دولار، إضافة إلى مشاريع مرتقبة في صناعة السيارات والطاقة.

نحو تنمية المبادلات التجارية وتوسيع الأسواق

في سياق متصل، أبدى الجانبان حرصهما على رفع حجم المبادلات التجارية وتطويرها، من خلال إزالة العراقيل، واستغلال الإمكانيات الاقتصادية المتاحة، ومخرجات ندوة رجال الأعمال التي احتضنتها الجزائر في جوان 2024.

وقد تم تتويج هذه الديناميكية الاقتصادية المتجددة بإعلان سلطنة عمان ضيف شرف لمعرض الجزائر الدولي 2025، والجزائر ضيف شرف لمعرض “عمان أغروفود” نهاية نفس العام.

تعزيز التعاون القانوني والقطاعي

الزيارة لم تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل شملت أيضًا توقيع مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجالات متعددة، من العدل والشؤون القانونية، إلى الزراعة، الطاقة، الصناعة الصيدلانية، العمل، والمنجم، ما يؤكد الشمولية في رؤية التعاون بين البلدين.

دعم مشترك للقضايا الإقليمية والدولية

أظهر اللقاء بين القائدين انسجامًا واضحًا في الرؤى، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. حيث عبّر الرئيس عبد المجيد تبون والسلطان هيثم بن طارق عن إدانتهما الشديدة للعدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدين دعمهما الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وقد نوه الجانب العُماني بالدور النشط للجزائر داخل مجلس الأمن، بينما أشاد الجانب الجزائري بالدور الوسيط المتزن الذي تلعبه سلطنة عمان في تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة.

الروابط الإنسانية والثقافية

أكد الجانبان أهمية تعزيز التبادل الثقافي والتربوي، مثمنين دور الجالية الجزائرية في عمان في توطيد العلاقات، ومشيدين بتاريخ العلاقات الضاربة في الجذور بين البلدين.

ختام بروح التفاؤل والتعاون

واختُتمت الزيارة برسائل متبادلة من الشكر والتقدير، حيث عبّر السلطان هيثم عن امتنانه لما لقيه من حفاوة، متمنيًا للجزائر دوام التقدم، في حين أكد الرئيس تبون أن الشراكة مع سلطنة عمان تمثل نموذجًا يُحتذى في العلاقات العربية–العربية المبنية على الاحترام المتبادل والرغبة في البناء المشترك.

شرف الدين عبد النور

لمتابعة منشور الزيارة على فيسبوك:
اضغط هنا لمشاهدة المنشور على فيسبوك.

الجزائر–عُمان: شراكة متعددة الأبعاد تتجسد في مشاريع ومواقف مشتركة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى