الجزائر تعزز حضورها العلمي عربياً عبر مبادرة التحالفات البحثية

احتضن فندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، اليوم الإثنين، حفل إطلاق المشروعات البحثية الجزائرية المعتمدة ضمن مبادرة التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار للعامين 2023–2024، في إطار دعم وتعزيز التعاون العربي في مجال البحث العلمي والابتكار. وقد نُظم هذا الحدث تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتعاون مع اتحاد مجالس البحث العلمي العربي.
ويهدف هذا الحدث العلمي إلى إبراز الإنجازات التي حققتها الجزائر في ميدان البحث، وتكريس روح التعاون العربي المشترك في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، من خلال خلق بيئة علمية تجمع نخبة من الباحثين والخبراء وصنّاع القرار من مختلف الدول العربية، ما يعزز فرص التشبيك والتكامل لمواجهة التحديات التنموية التي تشترك فيها الدول العربية.
وخلال الحفل، تم الإعلان عن اعتماد أربعة مشاريع بحثية علمية رائدة بمشاركة فرق جزائرية بالتعاون مع باحثين من عدد من الدول العربية. وتوزعت هذه المشاريع على مجالات استراتيجية مختلفة تعكس تنوع التخصصات العلمية وكفاءة الباحثين الجزائريين. ففي مجال الزراعة والغذاء، تم اعتماد مشروع يخص الإنتاج الحيواني الذكي مناخيًا في البلدان العربية، بمساهمة باحثين من جامعة قالمة. أما في مجال التكنولوجيا البازغة، فقد تم إطلاق مشروع يُعنى بتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي آمنة وسريعة على الأجهزة الطرفية، يقوده فريق بحثي من المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي.
وفي قطاع الطاقة والمياه، يشارك مركز تنمية الطاقات المتجددة في مشروع يُعنى بتصنيع وتطبيق البلاستيك الحيوي لأغراض التنمية المستدامة وحماية البيئة. بينما تسجل جامعة قسنطينة 3 حضورها في مجال الصحة والدواء، من خلال مشروع يهدف إلى إدخال تكنولوجيا السوائل فوق الحرجة في القطاعات الاقتصادية والصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل.
هذه المشاريع تعكس المكانة المتقدمة التي بلغتها مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية، وتؤكد امتلاكها كفاءات علمية قادرة على التميز عربيًا ودوليًا، كما تجسد التزام الوزارة بدعم البحث العلمي كرافد أساسي للتنمية المستدامة، سواء على المستوى الوطني أو العربي.
وتُعد مبادرة التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار من أبرز المبادرات الإقليمية في هذا المجال، حيث تسعى إلى توحيد الجهود العلمية بين الدول العربية، من خلال إنشاء تحالفات بحثية تُعنى بتنفيذ مشاريع استراتيجية متماشية مع أولويات التنمية المستدامة. وتتكفل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في الدول المشاركة بتمويل ودعم فرقها البحثية، بينما يتولى اتحاد مجالس البحث العلمي العربية توفير الدعم اللوجستي والتقني، ومتابعة مراحل التنفيذ والترويج لنتائج المشاريع على المستوى الإقليمي.
شرف الدين عبد النور

