الجزائر تبرز رؤيتها في مجالات التربية والعلوم والثقافة خلال مؤتمر “اليونسكو” بسمرقند

شارك وزير التربية، محمد صغير سعداوي، أمس الثلاثاء، ممثلًا للجزائر في أشغال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، المنعقدة بمدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان، حيث عرض رؤية الجزائر وجهودها في مجالات التربية والعلوم والثقافة، تأكيدًا على التزامها الثابت بمبادئ المنظمة وأهدافها السامية في خدمة السلام والتنمية المستدامة.

وحسب بيان لوزارة التربية، ألقى الوزير كلمة بالمناسبة أبرز فيها تطلعات الجزائر لتعزيز التعاون الدولي في ميادين التربية والبحث العلمي والثقافة، مؤكدًا أنّ ما يشهده العالم اليوم من أزمات وصراعات يُحتم مضاعفة الجهود لترسيخ ثقافة الحوار والتعايش السلمي، ودعم دور “اليونسكو” كإطارٍ جامعٍ يعكس تنوّع الآراء ووحدة الغايات الإنسانية في تحقيق الحقّ في العيش الكريم.

وأشار الوزير إلى أنّ انعقاد هذه الدورة يتزامن مع الذكرى الواحدة والسبعين لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، التي مكّنت الشعب الجزائري من استرجاع سيادته الوطنية، مؤكّدًا أنّ الجزائر واصلت مسيرة البناء من خلال تمكين الشباب والتعليم المجاني للجميع، حيث بلغت نسبة التمدرس قرابة 100%.

كما استعرض سعداوي الجهود المبذولة في تطوير المنظومة التربوية، من خلال تعميم رقمنة التسيير التربوي، وتوسيع استعمال التكنولوجيات الحديثة، ومراجعة المناهج بما يواكب متطلبات العصر، مع إدراج مواضيع تُعزّز قيم التعايش والسلام.

وفي مجال التعليم العالي والبحث العلمي، أبرز الوزير إنشاء “مجلس علمي للذكاء الاصطناعي” و78 دارًا للذكاء الاصطناعي، تجسيدًا لتوجّه الجزائر نحو العلوم الحديثة، وانسجامًا مع الإطار التقني العالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الذي أقرّته “اليونسكو” لسنة 2024.

كما جدد سعداوي التزام الجزائر بحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي، مشيرًا إلى احتضانها المقرّ الإقليمي لحماية التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا، وتأكيدها على ضرورة حماية التراث الإنساني في كلّ مكان من العالم.

وفي ختام كلمته، أعلن الوزير تطلع الجزائر للانضمام إلى المجلس التنفيذي لليونسكو للعهدة 2025–2029، مؤكدًا أنّ هذه الخطوة تجسّد رؤية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في جعل التربية والعلم والثقافة ركائز لتعزيز السلام والتنمية، وترسيخ الدور الريادي للجزائر في الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة وتعزيز الحوار بين الشعوب.