آخر الأخبار

ابتسام حملاوي: المجتمع المدني في خط المواجهة ضد المخدرات وتعزيز التنمية

شرف الدين عبد النور

أكدت رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني ابتسام حملاوي، خلال إشرافها على لقاء تفاعلي بولاية غليزان، أن مكافحة الآفات الاجتماعية وعلى رأسها آفة المخدرات، تمثل أولوية قصوى تتطلب تعبئة المجتمع المدني بكل مكوناته، داعية الجمعيات والفاعلين المحليين إلى تكثيف العمل التحسيسي وتشجيع المبادرات الميدانية التي تساهم في التصدي لهذه الظاهرة المدمرة.

وأبرزت حملاوي أن المرصد يساهم في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات التي وضعتها الدولة الجزائرية، مشيرة إلى أن إشراك المجتمع المدني يعد ركيزة أساسية لنجاحها، من خلال تبني مقاربات مبتكرة وتطوير أساليب العمل الجمعوي بما يضمن الفعالية والنجاعة.

وأشارت إلى أن ولاية غليزان، بتاريخها العريق كمعقل للمجاهدين والثوار إبان الثورة التحريرية، وبإمكانياتها الفلاحية والمائية والغابية والسياحية والمنجمية، تملك كل المقومات لتكون مساهمة فعالة في دعم الاقتصاد الوطني، معتبرة أن إشراك المجتمع المدني في مسارها التنموي يضاعف من فرص نجاحها.

كما أوضحت حملاوي أن المرصد الوطني للمجتمع المدني يعد فضاءً للتشاور والإبداع والاستشراف، يتيح للسلطات العمومية رؤية أوضح لتطلعات المجتمع المدني، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية الرامية إلى ترقية العمل الجمعوي وترسيخ قيم المواطنة الإيجابية والديمقراطية التشاركية.

وذكرت أن المرصد نظم خلال الأشهر الخمسة الماضية زيارات شملت 30 ولاية، فيما قام أعضاؤه بزيارة 19 ولاية أخرى، حيث جرى التواصل مع أكثر من 23 ألف ناشط جمعوي وما يقارب 15 ألف جمعية. كما تم إطلاق المنصة الرقمية للمرصد لتلقي الانشغالات وترويج النشاطات والمبادرات، إلى جانب إشراك الجمعيات في الاستشارات الوطنية.

وأضافت أن الجامعات الصيفية، المنظمة لأول مرة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، شكلت محطة هامة لتكوين أكثر من 2400 جمعية من مختلف ولايات الوطن، تلتها سلسلة من الدورات التكوينية المستمرة حول التطوع والخدمة المجتمعية، الهادفة إلى ترسيخ مفاهيم جديدة تجعل العمل الجمعوي أكثر فاعلية وأثراً اجتماعياً.

وأوضحت أن المرصد أولى أهمية للتخصص والتشبيك بين الجمعيات، من خلال تنظيم لقاءات متخصصة، على غرار الجمعيات الثقافية، واللقاء الوطني لجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة الذي عرف مشاركة قياسية لأزيد من 1000 فاعل جمعوي، مؤكدة أن هذه الديناميكية ستتواصل لتشمل باقي التخصصات.

وشددت على أن المجتمع المدني مدعو دائمًا ليكون في مقدمة المبادرات الجيدة والناجعة، وذلك من خلال تطوير أساليب العمل وتبني الاحترافية المطلوبة، بما يجعله سندًا للدولة في مواجهة مختلف التحديات الاجتماعية والاقتصادية.

وكشفت حملاوي أن المرحلة المقبلة ستشهد تنصيب المندوبيات الولائية للمرصد، وتنظيم الجلسات الوطنية للجان الأحياء والقرى، قصد تعزيز العمل الأفقي للجمعيات وربطها المباشر بالمواطن وانشغالاته، بما يسمح بإنشاء شبكة قوية تساهم في رفع الوعي وترقية قيم الوطنية والمواطنة، وتعزيز التماسك الاجتماعي والالتفاف حول مواقف الدولة الجزائرية.

وختمت رئيسة المرصد كلمتها بدعوة الجمعيات والتنظيمات المحلية إلى التفاعل والمبادرة والتعاون الدائم، مؤكدة أن الجزائر قادرة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل بفضل حيوية مجتمعها المدني وتضحيات شهدائها الأبرار.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى