آخر الأخبار

إسبانيا-المغرب: حزب الشعب في مرمى دعاية المخزن

زكرياء حبيبي

بدعوة الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي، أي جبهة البوليساريو، للمشاركة في مؤتمره الأخير، أثار حزب المعارضة الإسباني، حزب الشعب اليميني، نيران الحرب الدعائية لنظام المخزن، الذي لا يستطيع هضم الهزيمة السياسية المحتملة لحزب العمال الاشتراكي الإسباني، الحزب اليساري الإسباني بقيادة بيدرو سانشيز، الغارق في فضائح الفساد.

ويخشى نظام المخزن هزيمة الحزب الاشتراكي (PSOE)، الذي يتراجع في استطلاعات الرأي، في حال إجراء انتخابات مبكرة. وفوز الحزب الشعبي، بقيادة ألبرتو نونيز فييخو، يعني عودة إسبانيا إلى موقفها الأصلي بشأن قضية إنهاء الاستعمار في أراضي الصحراء الغربية، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الأممي.

إن احتمال عودة حزب الشعب إلى السلطة، كما أشرنا في مقال سابق، يسبب الذعر في المخزن، ومن هنا جاءت رسالة وزير وزعيم سياسي ينتمي لحزب الاستقلال (حزب منخرط في الدعاية التوسعية لنظام المخزن) الذي يدعو زعيم حزب الشعب إلى مواصلة موقف خصمه السياسي من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، من خلال إضفاء الشرعية على استعمار أراضي الصحراء الغربية، في انتهاك للقانون الدولي.

ويأتي هذا الرد المخزني في أعقاب دعوة حزب الشعب لجبهة البوليساريو لحضور مؤتمره الحادي والعشرين وبث وثائقي قصير على قناة موفيستار بلوس يتعلق بالاشتباك الإسباني المغربي حول جزيرة “برسيل”.

وإذا كانت هناك أي شكوك حول سبب الغضب المغربي هذا، فما علينا إلا قراءة رسالة نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، الموجهة إلى ألبرتو نونيز فييخو بعد المؤتمر. والذي أعرب فيها عن قلقه إزاء موقف حزب الشعب من قضية إنهاء الاستعمار في أراضي الصحراء الغربية، التي يحتلها المغرب بشكل غير قانوني، في انتهاك للقانون الدولي. وأكد قائلاً: “نستغرب أن حزب الشعب، رغم ثقله السياسي وعضويته في حزب الشعب الأوروبي، لم ينضم بعد إلى هذه الديناميكية التاريخية”.

للتذكير، في العام الماضي، وبعد أن علمت السفارة المغربية في مدريد بقرب بدء تصوير الفيلم الوثائقي سالف الذكر، تواصلت مع وزارة الخارجية الإسبانية طالبةً منها إيقافه، وفقًا لمصدر دبلوماسي. ورأت السفارة أن هذه الخطوة “غير مناسبة”.

وفي هذا السياق، وصفت صحافة المخزن مؤتمر حزب الشعب بأنه معادٍ للمغرب. ووُجهت تحذيرات أيضًا إلى الحزب السياسي الإسباني، الذي يبدو قد يستولي على الحكم في حال إجراء انتخابات. وقد فعل ذلك في نوفمبر 2010.

يُذكر أن المخزن نظم مظاهرة حاشدة في الدار البيضاء ضد حزب الشعب الإسباني، واصفًا إياه بـ”النازي”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى