آخر الأخبار

أحمد عطاف يؤكد في الأمم المتحدة ثوابت الجزائر تجاه فلسطين والصحراء الغربية وأزمات المنطقة

ألقى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، كلمة الجزائر خلال النقاش العام للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة ظهيرة الاثنين. وشكلت الكلمة فرصة لإبراز رؤية الجزائر حول التحديات الدولية والإقليمية، وتأكيد مواقفها الثابتة إزاء القضايا المصيرية.

وأكد عطاف أن الأمم المتحدة تقف اليوم أمام واقع دولي مضطرب، تتراكم فيه الأزمات وتغيب فيه الحلول، بينما تتسع الهوة التنموية بين الشمال والجنوب وتُنتَهك المبادئ الأممية، في ظل تراجع فعالية العمل متعدد الأطراف. ودعا في هذا السياق إلى إعادة الاعتبار للقانون الدولي وتمكين المنظمة الأممية من استعادة دورها كمرجع أساسي للنظام الدولي.

وجعل عطاف القضية الفلسطينية في صلب خطاب الجزائر، مبرزًا أنها تواجه أخطر تهديد في تاريخها يتمثل في محاولات محوها عبر ضم الأراضي وتهجير الشعب وإضعاف مؤسساته الشرعية، إضافة إلى مخططات ما يسمى “مشروع إسرائيل الكبرى”. وجدد التأكيد على دعوة الرئيس عبد المجيد تبون لتمكين دولة فلسطين من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، باعتبار ذلك حقًا أصيلًا وحتمية لاستقرار الشرق الأوسط.

وتطرق عطاف إلى قضية الصحراء الغربية، مؤكدًا أنها تظل قضية تصفية استعمار لا يسقط بالتقادم، وأن الحل المنشود يجب أن يتم برعاية الأمم المتحدة وبمفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، على أساس تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. وشدد على أن الزمن قد يؤخر تحقيق الحق لكنه لا يُبطله.

وفي حديثه عن ليبيا، أبرز عطاف أن الأزمة ما تزال رهينة التدخلات الأجنبية بعد 14 عامًا، مشددًا على أن الحل يكمن في تمكين الليبيين وحدهم من تقرير مستقبلهم عبر توافق وطني وانتخابات حرة. كما جدد حرص الجزائر على أمن واستقرار منطقة الساحل، منتقدًا بشدة التصريحات المسيئة الصادرة عن أحد قادة الانقلاب في مالي، واصفًا إياها بالهذيان الذي لا يعكس سوى فشل القائمين عليها.

وعلى الصعيد الإفريقي، أكد عطاف التزام الجزائر بالعمل الإفريقي المشترك، داعيًا إلى مواجهة التحديات الأمنية والتنموية، واستغلال فرص التكامل الاقتصادي والتكنولوجي، وإنهاء التهميش الدولي للقارة، خصوصًا في مجلس الأمن والمؤسسات المالية العالمية. كما حذّر من تقويض عمليات حفظ السلام في إفريقيا تحت ذريعة تقليص النفقات.

وفي الفضاء الأورومتوسطي، جددت الجزائر التزامها كشريك موثوق في تعزيز الأمن والرخاء المشترك، مشددة على ضرورة تبني نهج شامل يوازن بين الضفتين ويعطي أولوية للتنمية الاقتصادية في الجنوب، ضمن ما وصفه عطاف بـ”مبادرة العهد الجديد للمتوسط”.

وختم عطاف الكلمة باستعراض حصيلة عضوية الجزائر في مجلس الأمن كعضو غير دائم، مؤكدًا أن عهدتها كانت وفاءً لمبادئ الأمم المتحدة وانتماءاتها العربية والإفريقية والإسلامية. وأوضح أن الجزائر سعت، بالتعاون مع شركائها، إلى إعلاء صوت الضمير الدولي رغم تعثر المجلس في قضايا جوهرية مثل مأساة غزة، مشددًا على أن الأمل في غدٍ أفضل للمنظمة الدولية وللبشرية جمعاء لا يزال قائمًا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى